آخر الأحداث والمستجدات 

إبنة إقليم الحاجب حنان بولحيمز سيدة تجمع بين فن الفروسية ومغامرات القنص

إبنة إقليم الحاجب حنان بولحيمز سيدة تجمع بين فن الفروسية ومغامرات القنص

بمنطقة أيت أومدغوص بجماعة إقدار إقليم الحاجب، نشأت حنان بولحيمز وسط أسرة عريقة لها ولع كبير بالفروسية وتربية الفرس وركوب الخيل وإتقان فن "التبوريدة" التقليدية. كما تهوى مغامرات رحلات القنص والرماية وسط غابات الأطلس المتوسط . إنها صورة متفردة لشابة تتغنى بالخيل وتمجده، تعلمت أصول ركوب الفرس وعمرها لا يتجاوز ثمان سنوات حيث كانت ترافق أفراد أسرتها إلى المواسم والمناسبات الوطنية التي كانت تنظم خلالها مهرجانات "التبوريدة"، فبدأت هذه الفتاة تتمرس على معرفة فن "التبوريدة" وأصول "الحركة" وكيفية حمل البندقية والتحكم في الفرس . 

وفي سن ال 16 ، انخرطت حنان في الحريسة الوطنية لمكناس من أجل صقل موهبتها وتعلم تقنيات الفروسية وتربية الفرس لتلج بعدها عالم الفروسية النسوية من بابه الواسع حيث بدأت تشارك في تظاهرات الفروسية النسوية محليا وجهويا ، فذاع صيتها في مجال الفروسية على الصعيد الوطني. وبحكم انسجامها الكبير وارتباطها الوثيق بالفرس، تولدت لدى هذه الفارسة فكرة إحداث فرقة نسوية للفروسية سنة 2003 ، فتحملت مسؤولية مقدمة سربات وتفرغت لتكوين فارسات هذه الفرقة وتدريبهن والعمل على توفير مستلزمات الفرس وفن "التبوريدة" . وحرصت هذه السيدة منذ الوهلة الأولى على التأكيد في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء على أن "الحياة تحد يتعين على المرء رفعه"، مشيرة إلى أن عشقها لفن الفروسية "لم يكن ترفا بل جاء نتيجة إصرار وعناد لفرض الذات والمساهمة في تنمية المنطقة".

كما لم تخف صعوبة ولوج عالم الفروسية كمجال ليس سهلا ولا مفروشا بالورود وإنما فيه معاناة ويتطلب تضحيات خصوصا في ظل تقاليد وظروف تجعل من الصعب إقناع الأسر بالسماح للإناث بممارسة للفروسية. وبعد تأسيسها وإشعاعها محليا ، أصبح لفرقة الفروسية النسوية مكانة بارزة في مجال الفروسية التقليدية بالأطلس المتوسط وحتى على المستوى الوطني، فازداد اهتمام هذه الفارسة بالخيل وبتطوير مستلزماتها، حيث انخرطت في العمل الجمعوي وأسست جمعية بمدينة الحاجب تحمل اسم (جمعية مكناس- تافيلالت للفروسية النسوية) وهي جمعية جهوية تتكون من 85 فارسة، تضم أبرز المتمرسات في ركوب الخيل ، كما أنها تترأس منذ 2012 النادي الملكي للفروسية تامنايت الأطلس المنضوي تحت لواء الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية .

 وإذا كانت هذه الفارسة المتمرسة قد فرضت ذاتها في ركوب الخيل والتعامل مع الفرس أثناء مهرجانات "التبوريدة"، فقد تمكنت أيضا من تنويع أنشطتها في هذا الميدان، حيث لم تعد مشاركتها تقتصر على مهرجانات "التبوريدة" وإنما أصبحت حنان بولحيمز تشارك بإبداعاتها المتعلقة بمستلزمات الفرس في التظاهرات الخاصة بالفرس، من قبيل مشاركتها في الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للفرس بالجديدة كممثلة لجهة مكناس تافيلالت حيث قامت بعرض تصميمين مبتكرين لسرج الفرس ومستلزماته، مما أهلها للفوز بجائزة أحسن تمثيل للجهات في هذا المعرض. كما أصبح اهتمام هذه السيدة منصبا أكثر على تقديم خبرتها وتجربتها في مجال الفروسية لفائدة مربي الفرس وأبناء منطقة الأطلس المتوسط وتشجيع الفتيات على الانخراط في ممارسة الفروسية .

 وتحظى السيدة حنان التي تتميز شخصيتها بالبساطة والتواضع، والصرامة أحيانا بكثير من التقدير والاحترام بالمنطقة، ففرسها "بوراق" حاضر في عادات وتقاليد المنطقة ، حيث يؤثث بعض المناسبات العائلية، خاصة فيما يتعلق بطقوس الختان وختم الأطفال للقرآن الكريم "السلكة". وإلى جانب اهتمامها بالفرس واشتغالها كسيدة أعمال معروفة بالمنطقة، فإن هذه الفارسة كان لها أيضا ميول كبيرة للقنص منذ الصغر، حيث تعلمت تقنيات القنص والرماية رفقة أفراد عائلتها مثلما تعلمت أصول الفروسية، فأصبحت مع مرور الوقت محترفة في فن الرماية واكتسبت خبرة في هذا المجال لكثرة مغامراتها وسط غابات الأطلس المتوسط فأصبح لها اهتمام خاص بصيد الطيور وإحاشة الخنزير مما مكنها من المشاركة في مسابقات الرماية. ولعل جمع هذه الفارسة الحاصلة على شهادة الباكالوريا ودبلوم في المحاسبة سنة 2003 ، بين الفروسية والقنص سيمكنها ، بدون شك ، من المساهمة كسيدة فاعلة في تنمية إقليم الحاجب لاسيما في مجال السياحة الايكولوجية بالمنطقة. 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : أحمد الكرمالي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2015-03-09 19:01:20

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك